السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..استوقفتي هذه العبارة (عن قول رسول الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم)
لا يدخل الجنة قاطِعُ رَحِم
الإسلام حث على صلة الرحم في كثير من الآيات والأحاديث |
حجم الخط |
|
تاريخ النشر: الجمعة 22 يونيو 2012
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وبعد
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)، «سورة النساء، الآية 36».
وقد جاء في تفسير الآية: (يأمر الله تبارك وتعالى بعبادته وحده لا شريك له، فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الحالات، فهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئاً من مخلوقاته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: «أتدري ما حق الله على العباد؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً»، ثم قال: «أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم»، ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين، فإن الله سبحانه جعلهما سبباً لخروجك من العدم إلى الوجود، وكثيراً ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين، كقوله:«أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ»، وكقوله:«وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، ثم عطف على الإحسان إليهما بالإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء كما جاء في الحديث: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة»، (مختصر تفسير ابن كثير للصابوني 1/387-388).
دعوة إسلامية
ومن المعلوم أن ديننا الإسلامي قد حث على صلة الرحم والقرابة في كثير من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم منها: قوله تعالى«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» سورة النساء، الآية 1.
وعند تلاوتنا لآيات القرآن الكريم نجد أن دستورنا الخالد يُعظم من شأن القرابة التي يجتمع شملها في ظل الإيمان، كما في قوله تعالى على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم «قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»، سورة الشورى الآية 23، كما وردت أحاديث كثيرة تبين أهمية الرحم في وصل أبناء الأمة المسلمة، يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه «أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته»، أخرجه أبو داود والترمذي.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»، أخرجه البخاري.
فضل صلة الأرحام
لقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل صلة الرحم منها، صلة الرحم من الإيمان:
إن صلة الرحم علامة واضحة على الإيمان الصادق، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، أخرجه البخاري.
- صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر:
إن صلة الرحم يترتب عليها سعة في الرزق وطول في العمر وسعادة في الدنيا ونعيم في الآخرة لقوله - صلى الله عليه وسلم «من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسأَ له في أثره، فليصل رحمه» (متفق عليه)، وقوله أيضاً «من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه» أخرجه البزار والحاكم.
أهل الطاعة
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» أخرجه مسلم.
تأمل أخي القارئ إذا وصلك الله، عز وجل، كنت من الفائزين، وجعلك من أهل طاعته، ويسَّر لك أمرك، وجعل لك من كل هَم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، وأتتك الدنيا وهي راغِمَة.
وإذا قطعك الله، عز وجل، كنت من الخاسرين، وعسَّر عليك أمرك، وضيَّق عليك في الدنيا، فكلما سلكت طريقاً هلكت.
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» أخرجه أحمد والترمذي.
وإن صلة الأرحام لها مكانة رفيعة وآثار طيبة في المجتمع الإسلامي، سواء أكانت بالكلمة الطيبة، أو بالمساعدة والمعونة، أو بالرعاية والتقدير، فإنها تلقي بظلالها الطيبة على العلاقات بين الأقارب، كما تعمل على تقويتها، لقوله تعالى «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا» سورة الإسراء، الآية 26، كما أن ديننا الإسلامي يحث على الكرم والجود، ويحذر من الشح والبخل، كما جاء في الحديث الشريف «السخي قريبٌ من الله، قريبٌ من الناس، قريبٌ من الجنة، بعيدٌ من النار، والبخيلُ بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الناس، بعيدٌ من الجنة، قريبٌ من النار» أخرجه الترمذي.
كما بيّن رسولنا، صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم ليست قاصرة على الأقرباء الذين يصلونك ويزورونك، فهذه تعدُّ مكافأة لهم على زياراتهم، ولكن الصلة الحقيقية الكاملة ينبغي أن تشمل جميع الأقرباء حتى القاطع منهم للحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعتْ رحمهُ وصلها» أخرجه البخاري.
عقوبة قاطع الرحم
جاءت النصوص الشرعية محذرة قاطع الرحم بسوء المصير، كما في قوله تعالى «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ» سورة محمد الآيتان 22 - 23، ولما ورد أيضاً من أحاديث شريفة رواها الصحابة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، منها قوله، صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قاطع» أخرجه الشيخان، أي قاطع رحم، وقوله، صلى الله عليه وسلم أيضاً «لما خلق الله الخلق، حتى إذا فرغ منهم، قامت الرَّحِم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قَطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك»، أخرجه البخاري.
لذلك يجب على المسلمين أن يصلوا أرحامهم، وأن يغفروا زلاتهم، وما قصة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، مع قريبه ونسيبه مسطح بن أثاثة الذي خاض مع الخائضين في حديث الإفك، وقال في أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، ما قال، عنا ببعيد، كما جاء في قوله تعالى «وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» سورة النور، الآية 22.
هذه هي تعاليم ديننا الإسلامي، يجب أن نتمسك بها فهي سبيل السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، فما زال حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يتردّد على مسامعنا «من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسأَ له في أثره، فليصل رحمه».
الدكتور يوسف جمعة سلامة
خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)، «سورة النساء، الآية 36».
وقد جاء في تفسير الآية: (يأمر الله تبارك وتعالى بعبادته وحده لا شريك له، فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الحالات، فهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئاً من مخلوقاته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: «أتدري ما حق الله على العباد؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً»، ثم قال: «أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم»، ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين، فإن الله سبحانه جعلهما سبباً لخروجك من العدم إلى الوجود، وكثيراً ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين، كقوله:«أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ»، وكقوله:«وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، ثم عطف على الإحسان إليهما بالإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء كما جاء في الحديث: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة»، (مختصر تفسير ابن كثير للصابوني 1/387-388).
ومن المعلوم أن ديننا الإسلامي قد حث على صلة الرحم والقرابة في كثير من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم منها: قوله تعالى«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» سورة النساء، الآية 1.
وعند تلاوتنا لآيات القرآن الكريم نجد أن دستورنا الخالد يُعظم من شأن القرابة التي يجتمع شملها في ظل الإيمان، كما في قوله تعالى على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم «قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»، سورة الشورى الآية 23، كما وردت أحاديث كثيرة تبين أهمية الرحم في وصل أبناء الأمة المسلمة، يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه «أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته»، أخرجه أبو داود والترمذي.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»، أخرجه البخاري.
فضل صلة الأرحام
لقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل صلة الرحم منها، صلة الرحم من الإيمان:
إن صلة الرحم علامة واضحة على الإيمان الصادق، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، أخرجه البخاري.
- صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر:
إن صلة الرحم يترتب عليها سعة في الرزق وطول في العمر وسعادة في الدنيا ونعيم في الآخرة لقوله - صلى الله عليه وسلم «من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسأَ له في أثره، فليصل رحمه» (متفق عليه)، وقوله أيضاً «من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه» أخرجه البزار والحاكم.
أهل الطاعة
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» أخرجه مسلم.
تأمل أخي القارئ إذا وصلك الله، عز وجل، كنت من الفائزين، وجعلك من أهل طاعته، ويسَّر لك أمرك، وجعل لك من كل هَم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، وأتتك الدنيا وهي راغِمَة.
وإذا قطعك الله، عز وجل، كنت من الخاسرين، وعسَّر عليك أمرك، وضيَّق عليك في الدنيا، فكلما سلكت طريقاً هلكت.
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» أخرجه أحمد والترمذي.
وإن صلة الأرحام لها مكانة رفيعة وآثار طيبة في المجتمع الإسلامي، سواء أكانت بالكلمة الطيبة، أو بالمساعدة والمعونة، أو بالرعاية والتقدير، فإنها تلقي بظلالها الطيبة على العلاقات بين الأقارب، كما تعمل على تقويتها، لقوله تعالى «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا» سورة الإسراء، الآية 26، كما أن ديننا الإسلامي يحث على الكرم والجود، ويحذر من الشح والبخل، كما جاء في الحديث الشريف «السخي قريبٌ من الله، قريبٌ من الناس، قريبٌ من الجنة، بعيدٌ من النار، والبخيلُ بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الناس، بعيدٌ من الجنة، قريبٌ من النار» أخرجه الترمذي.
كما بيّن رسولنا، صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم ليست قاصرة على الأقرباء الذين يصلونك ويزورونك، فهذه تعدُّ مكافأة لهم على زياراتهم، ولكن الصلة الحقيقية الكاملة ينبغي أن تشمل جميع الأقرباء حتى القاطع منهم للحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعتْ رحمهُ وصلها» أخرجه البخاري.
عقوبة قاطع الرحم
جاءت النصوص الشرعية محذرة قاطع الرحم بسوء المصير، كما في قوله تعالى «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ» سورة محمد الآيتان 22 - 23، ولما ورد أيضاً من أحاديث شريفة رواها الصحابة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، منها قوله، صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قاطع» أخرجه الشيخان، أي قاطع رحم، وقوله، صلى الله عليه وسلم أيضاً «لما خلق الله الخلق، حتى إذا فرغ منهم، قامت الرَّحِم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قَطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك»، أخرجه البخاري.
لذلك يجب على المسلمين أن يصلوا أرحامهم، وأن يغفروا زلاتهم، وما قصة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، مع قريبه ونسيبه مسطح بن أثاثة الذي خاض مع الخائضين في حديث الإفك، وقال في أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، ما قال، عنا ببعيد، كما جاء في قوله تعالى «وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» سورة النور، الآية 22.
هذه هي تعاليم ديننا الإسلامي، يجب أن نتمسك بها فهي سبيل السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، فما زال حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يتردّد على مسامعنا «من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسأَ له في أثره، فليصل رحمه».
الدكتور يوسف جمعة سلامة
خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق