تاريخ فلسطين الحديث قبل الاحتلال (1900-1948)

جذور القضية الفلسطينية.. ونشأة دولة الاحتلال الصهيوني، وتاريخ فلسطين الحديث قبل احتلالها

فلسطين قبل الاحتلال

تُعتبر فلسطين حتى اليوم، القضية الرئيسية في الشرق الأوسط، حيث تنعكس تطوراتها على دول الجوار، والدول العربية بشكل عام، سنحاول تتبع صراع الفلسطينيين والعرب مع المشروع الصهيوني قبل قيام دولة الاحتلال.

منذ انهيار دولة المماليك أمام الجيوش التركية بدايات القرن السادس عشر بدأ عصر جديد، ليس بالنسبة للعرب فحسب؛ إنَّما بالنسبة للعالم أجمع، فقد سقطت امبراطوريات الشرق العربية، والتي في حكمها، وحلَّت محلَّها الإمبراطورية العثمَّانية، كما أنَّ اكتشاف أميركا قبل ذلك بسنواتٍ قليلة، كان له أيضاً تأثيرات كبيرة على تاريخ العالم، لكن الأهم، أن منطقة الشرق الأوسط، تعتبر من أكبر ساحات الصراع الدولي مذ ذاك الوقت، حيث لم يهنأ العرب باحتفالات الاستقلال من الدولة التركية، حتى خضعوا للاحتلال الفرنسي، والإنجليزي، والإيطالي، كما لم تنتهي فترة الاحتلال هذه، إلا بانتزاع كبد بلاد الشام، وإنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة.

في هذه المادة؛ سنستعرض أهم المراحل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، منذ مطلع القرن العشرين، وحتى قيام دولة الاحتلال، مروراً بالاتفاقيات العربية والدولية في هذه الفترة، كما سنقف على الحراك الفلسطيني والعربي المناوئ لقيام دولة إسرائيل.

1

فلسطين تحت الحكم العثماني

سيطر الأتراك (العثمَّانيون) على بلاد الشام بعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق، في آب/أغسطس عام 1516، فقسَّموا فلسطين إلى خمس مناطق (سناجق): سنجق القدس، صفد، نابلس، إضافة إلى سناجق اللجون، وغزَّة، كما كانت هذه السناجق تابعةً لولاية الشام، لكنَّها تمتعت بحكمٍ محلي، حيث حافظ العثمَّانيون على الهوية الإسلامية لفلسطين، من منطلق أنَّ الدولة العثمَّانية هي دولة الخلافة الإسلامية، كما تمَّ في عهدهم ترميم العديد من معالم القدس، ومرافق المسجد الأقصى، وبقي الأمر كذلك حتى السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، التي شهدت ولادة الحركة الصهيونية، من خلال إصدار كتاب (الدولة اليهودية)، للصحفي النمساوي اليهودي تيودور هيرتزل (Theodor Herzl)، فانعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية، في آخر ثلاثة أيام من شهر آب/أغسطس عام 1897.

القرن الجديد وولادة الصهيونية

بعد أن عقدت الصهيونية أول مؤتمر لها، أعلن الصهاينة عن تأسيس (المنظمة الصهيونية العالمية)، كما أعلنوا جهراًً عن هدفهم بإقامة (وطن قومي لليهود في أرض فلسطين)، وذلك من خلال عدة خطوات أبرزها:

1. تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
2. وإقامة الوكالة اليهودية التي سترعى هذا الانتقال.

فبدأ القرن الجديد مع محاولات صهيونية حثيثة للحصول على الدعم الدولي، في سبيل إقامة الوطن الموعود في أرض الميعاد، حيث أجرى هيرتزل اتصالات كثيفة مع عدة أطراف دولية، أهمُّها السلطان العثمَّاني عبد الحميد الثاني، لكن رد السلطان جاء حاسماً عام 1901 "لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين..."، كما أنَّ هيرتزل مات عام 1904، قبل أن يرى نتائج أعماله، لكن الصهيونية لم تمت وقتها، بل استمرت بالسعي الدؤوب للوصول إلى فلسطين، خاصة وأن السلطان عبد الحميد فرض قيوداً كثيرة على هجرة اليهود إلى فلسطين، والبيع والشراء فيها

2

انتهت الحرب العالمية الأولى بتقسيم بلاد الشام

بقيت قوانين عبد الحميد الثاني المتعلقة بالحدّ من وصول اليهود إلى فلسطين سارية المفعول، علماً أن بعض الباحثين يشككون في صدق نواياه، حيث نشرت الباحثة الأردنية فدوى نصيرات كتابها (دور السلطان عبد الحميد الثاني العثمَّاني في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين 1876- 1909) مشكِّكةً بنوايا السلطان، لكن الثابت أن قوانين الحد من الهجرة استمرت حتى الإطاحة به من قبل حزب الاتحاد والترقي التركي عام 1909.

وما يزال بعض المحللين يعتبرون أنَّ هناك ارتباطاً بين الاتحاد والترقي وبين الحركة الصهيونية، خاصةً أنَّ الترقي لم يقضِ على النظام السلطاني؛ بل بايع السلطان محمد - شقيق السلطان عبد الحميد - واستمرت السلطنة العثمَّانية (الرجل المريض) حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، فبدأ الإنجليز والفرنسيون بإحصاء أملاك الإمبراطورية العثمَّانية، ومنها فلسطين، حيث وصلت القوات الإنجليزية إلى رفح، وطردت منها الجنود الأتراك عام 1917، لتخرج فلسطين من الاحتلال العثمَّاني إلى الاحتلال الإنجليزي.

أما الدولة العثمَّانية، فقد أنهى عهدها أبو الأتراك كمال أتاتورك، حيث يعتبر وصول أتاتورك إلى حكم تركيا، نهاية الارتباط بين العرب والأتراك، سواء بالرابطة الدينية أو غيرها، فتركيا الحديثة تختلف كثيراً عن السلطنة التي اعتبرت العرب جزءاً مهماً من سلطانها، كما لم تعد فلسطين مدرجةً على جدول أعمال تركيا الحديثة.

3

سايكس بيكو ووعد بلفور

شارك العرب في الحرب العالمية الأولى طمعاً بالحصول على استقلالهم، كما أن الدولة العثمَّانية كانت قد تمادت في بطشها، خاصة في عهد جمال باشا السفاح والي دمشق، الذي أوغل في القتل، حتى أن السوريين واللبنانيين ما زالوا إلى يومنا يحتفلون بعيد الشهداء، في السادس من أيار من كل عام، إحياء لذكرى المناضلين الذين أعدمهم السفاح في الساحات العامة.

أما عن (الثورة العربية الكبرى) فكانت بقيادة الشريف حسين نقيب أشراف الحجاز، ومعه ابنه فيصل، حيث استطاعوا حشد أهل الشام والحجاز، للوقوف بجانب الحلفاء في حربهم مع الأتراك، مقابل حصول البلاد العربية على استقلالها، فكان أن تم خروج العثمَّانيين من فلسطين عام 1917، ومن الشام بعد الهزيمة 1918، لكن روسيا الشيوعية أفشت سر الحلفاء عام 1917، عندما كشفت عن سرِّ اتفاقية سايكس-بيكو (Sykes–Picot Agreement)، وهي اتفاقية فرنسية-إنجليزية، تم توقيعها في أيار/مايو عام 1916، تقضي بتقسيم النفوذ في الشام والعراق، بين فرنسا وبريطانيا، اقترنت بما عرف بوعد بلفور، الذي قدَّمه وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور (Arthur Balfour) إلى اليهود في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917، بدعم إقامة دولتهم العنصرية في فلسطين، كما حاول الإنجليز والفرنسيون (تخدير) العرب بعد اكتشافهم لهذه الاتفاقيات، ريثمَّا تنتهي الحرب، وعند نهاية الحرب بدأت الكارثة تتوضح.

4

مؤتمر الصلح، مؤتمر فرساي عام 1919

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، جلس الحلفاء إلى طاولة الحوار، لاقتسام تركة العثمَّانيين، وحصاد زرع الحرب، ما عُرف بمؤتمر الصلح في فرساي (Versailles) الفرنسية الذي عُقد بداية عام 1919، وانتهى بمعاهدة فرساي في الثامن والعشرين من حزيران/يونيو من العام نفسه، وكان الأمير فيصل ابن الشريف حسين ممثلاً عن العرب، فأرسل إلى المؤتمر مذكرة يشرح فيها حق العرب في تقرير مصيرهم، كذلك الحفاظ على وحدة سورية (متضمنةً سورية، ولبنان، وفلسطين، مع شرق نهر الأردن)، فجاء في مذكرة الأمير فيصل كما أوردها الدكتور حسان حلاق في كتابه (فلسطين في المؤتمرات الدولية والعربية):

"...أما فلسطين؛ فإنَّ غالبية السكان الساحقة من العرب واليهود يمتُّون بصلة نسب عرقية إلى العرب، وليس بين الشعبين فوارق في الخلق والمزايا، فإننا واليهود، مبدئياً، شعب واحد مهما يكن من الأمر، فإنَّ العرب لا يمكنهم تحمل مسؤولية الحفاظ على التوازن في حال حصول تصادم بين مختلف الشعوب والديانات في هذا الإقليم الذي كثيراً ما ورط دول العالم وأوقعها بمآزق صعبة".

وكان الاعتراض العربي واضحاً فيما يخص تقسيم سوريا، وإقامة الدولة اليهودية في فلسطين،؛ واضحاً في الشوارع، وفي التحركات السياسية كلِّها، فضلاً عن الرسائل الرسمية، لكن الحكومة الملكية في إنجلترا، كانت قد قررت مع الحلفاء مصير هذه المنطقة مسبقاً، وكل ما حاولت فعله في هذه الفترة، هو ترويض مشاعر العرب، وكسب الوقت ريثمَّا يتمكن اليهود من التأسيس لدولتهم، ومن ضمن محاولات المماطلة، كانت لجنة كينج-كراين.

5

جاء تقرير اللجنة مؤكداً على رفض العرب للمشروع الصهيوني

أرسلت الولايات المتحدة (انضمت إلى الحرب العالمية الأولى عام 1917) لجنة للوقوف على مطالب الشعوب العربية، سمَّيت لجنة كينج-كراين (King-Crane Commission) نسبة إلى أعضائها الاثنين، ووصلت إلى بلاد الشام في حزيران/يونيو عام 1919، فبقيت تجوب المدن السورية والفلسطينية حوالي الشهر، ثمَّ رفعت تقريرها إلى الرئيس ويلسن (Woodrow Wilson)، مؤكدةً إصرار الشعب الفلسطيني والعربي على حقه في أرضه، كما جاء في التقرير أنَّ "72% من العرائض المرفوعة من المنطقة السورية، تؤكد العداء مع الحركة الصهيونية، وترفض رفضاً قاطعاً إمكانية إقامة وطنٍ قومي لليهود على أرض فلسطين".

كما أشار التقرير أنَّ جميع الموظفين الإنجليز في المنطقة السورية أكدوا أنَّ الوطن القومي الذي تحلم به الصهيونية لا يمكن إقامته إلا بقوة السلاح، لذلك يجب أن تُطرح الفكرة جانباً (المذكرة كما ذكرها حسن الحكيم في كتابه صفحات من تاريخ سوريا الحديث)، كما أوصت اللجنة بوضع قيود على هجرة اليهود، خاصة أن عددهم لم يتجاوز الخمسين ألف، مقابل 650 ألف عربي في فلسطين.

6

أثبت الإنجليز وفاءهم بوعودهم لليهود

استمرت الجهود العربية الرامية إلى الاستقلال، من خلال عدة رسائل إلى حكومات الحلفاء، فضلاً عن المؤتمرات السورية، والفلسطينية، التي أكدت جميعها على وحدة المنطقة، ورفض المشروع الصهيوني، لكن المجتمع الدولي القديم، أصمَّ أذنيه عن كل هذه النداءات، فكان المشروع الصهيوني يسير إلى هدفه، ولم يكن للعرب ما يكفي من الحنكة والتنظيم لتدارك المصائب الكبرى، خاصة بعد الحكم العثمَّاني لأربعة قرون، لكن الأمر لم يتوقف على النداءات والاستغاثة، حيث بدأت التوترات تزداد بين العرب واليهود في فلسطين مع مطلع عام 1920، من بينها أحداث يافا في أيار/مايو من العام نفسه، التي أسفرت عن مقتل عشرات العرب واليهود، كما أنَّ اليهود حاولوا في الفترة اللاحقة استمالة العرب إلى صفهم، حيث يذكر الدكتور اميل لوقا في كتابه (جذور القضية الفلسطينية) عن تعامل اليهود مع حوادث يافا:

"وفي هذه المرة أيضاً، اتهمت القيادة الصهيونية قوات الأمن الإنجليزية بالأعمال، وروجتأسطورة (الأفندية العرب) الذين يحرضون المعدمين العرب على اليهود، بسبب فقدان امتيازاتهم، وتظاهرت أن القضية لا تعدو قضية (الحمل الصهيوني الوديع) الذي يريد أن يبني البلاد، و(الذئب العربي الكاسر) الذي يصر على بقاء البلاد مستنقعات".

 لكن ذلك لم ينجح، وحاول الإنجليز أيضاً تطمين العرب، والوفود الفلسطينية والسورية، لكن الأخيرة كانت تذرع الدول جيئةً وذهاباً للمطالبة بالحقوق المبنية على وعود الحلفاء قبل الحرب، إلا أن هذه الجهود كلَّها، اندثرت مع إعلان الانتداب البريطاني رسمياً ًعلى فلسطين عام 1922، فكان الإنجليز أوفياء لليهود بوعدهم.

مما جاء في صك الانتداب

في السابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1922، قررت عصبة الأمم وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، فأصدرت صكاً مؤلفاً من سبع وعشرين مادة، أكدت على التزام بريطانيا؛ "بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، على أن يُفهم جلياً ألا يؤدي ذلك إلى إلحاق الأذى بالحقوق الدينية، والزمنية، التي تتمتع بها الجماعات غير اليهودية الموجودة الآن في فلسطين"؛ بذلك جرَّدت بريطانيا العرب من حقوقهم في فلسطين، واعتبرت أنَّهم ضيوف على دولة الاحتلال العنصرية، كما بدأ اليهود بالتجهيز لمرحلة دامية مقبلة، ستكون أكثر مراحل التاريخ العربي ظلاماً.

7

اشتعلت ثورة البراق نتيجة اعتداءات اليهود على حائط البراق

ساد الهدوء النسبي بين العرب واليهود بين عامي 1925 و1928، يعود ذلك بشكل أساسي إلى الأزمة الاقتصادية في أوروبا، التي خففت من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، لكن نشاط الهجرة عاد إلى كثافته مع العام 1928 مع الكساد العظيم، معيداً إلى الأذهان المخاوف من إقامة الدولة اليهودية، كما بدأ الصراع الديني يتجلى أكثر فأكثر، إلى أن اندلعت اشتباكاتٌ داميةٌ بين العرب واليهود، على خلفية ادِّعاءات اليهود واعتداءاتهم على حائط البراق الشريف، الذي أسموه (حائط المبكى)، وزعموا أنه من بقايا هيكل سليمان المقدس، فأدت الاشتباكات إلى خسائر بشرية في الطرفين، لكن الحكومة الانتدابية انحازت إلى اليهود، وألقت القبض على الشباب الفلسطينيين، لتعدم ثلاثة منهم في العام التالي، هم محمد خليل جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.

لم تكن قصة حائط البراق الشريف هي السبب الوحيد، لكن ازدياد ضغط الهجرة اليهودية باتجاه فلسطين، إضافة إلى توسع ملكيات اليهود في الأراضي والبيوت، أدى إلى احتقان في الشارع العربي الفلسطيني، فنتجت عنه ثورة البراق المذكورة.

8

كان العالم يحترق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين

كان لوصول هتلر (Adolf Hitler) إلى حكم ألمانيا، مُفصحاً عن المشاريع النازية، إضافة إلى اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية، واحتلال أثيوبيا من قبل إيطاليا الفاشية، فضلاً عن ظهور بذور الحرب العالمية الثانية، كل هذه الأحداث كانت بين عامي 1933 و1936، كما شهدت سورية (القطر السوري) احتجاجات كبيرة، أفضت إلى الاعتراف باستقلالها المؤجل، أما فلسطين فقد كانت ترزح تحت ضغط الهجرة اليهودية، وانتقال الملكيات الاقطاعية إلى اليهود، ما أدى إلى تشريد الفلاحين الفلسطينيين (المرابعين)، وطردهم من أراضيهم، فازدادت البطالة نتيجة كلِّ هذا التوتر، كما هربت التنظيمات العمالية والاشتراكية عن الساحة.

لكن السبب المباشر أنَّ الشيخ عز الدين القسَّام (من موالد جبلة السورية عام 1838)، كان قد بدأ يشنُّ عمليات مسلحة ضد الإنجليز، حتى استطاعوا الوصول إليه في مخبئه، في جنين، فدارت بينهم اشتباكات عنيفة، انتهت باستشهاد القسَّام، وبعض من رفاقه، حيث يُعتبر قتل القسَّام أحد أهم أسباب اندلاع  ثورة عام 1936، حتى أنَّها سميت ثورة القسام، أو الثورة الفلسطينية الكبرى.

أبرز أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى

تولى قيادة الثورة الشيخ فرحان السعدي، خلفاً للشيخ عز الدين القسَّام، وبدأت الثورة الفلسطينية الكبرى في الخامس عشر من نيسان/أبريل عام 1936، باغتيال اثنين من اليهود على طريق نابلس-طولكرم، ثمَّ اندلعت الاشتباكات في القرى والمدن الفلسطينية، مع اليهود والإنجليز، مترافقة مع إضرابات عامة، وتوقف الشعب عن دفع الضرائب، حيث استمرت هذه الثورة حتى الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، لكنه كان توقفاً مؤقتاً، بانتظار نتائج المفاوضات التي تخوضها اللجنة العربية العليا بقيادة مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني.

تم استئناف الثورة في أيلول/سبتمبر عام 1937، بعد فشل كل المساعي السياسية لإيقاف الهجرة اليهودية، والحديث عن قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية، ويهودية، كما أن عودة الثورة جاءت بعكس توقعات الإنجليز واليهود، حيث عادت بقوة، وامتدت إلى مناطق أوسع، كما أصبح لها مراكز خارج حدود فلسطين للتنظيم والمساعدة، حتى أَّن الإنجليز بدأوا بملاحقة كل من يلبس عقال وكوفية (لباس الفلاح الفلسطيني)، بسبب الاغتيالات التي نفذها القسَّاميون داخل المدن، إلا أنَّ مجلس الثورة، أصدر توجيهاً للشعب الفلسطيني، بأن يرتدي الجميع العقال والكوفية، بدلاً عن طرابيش المدن، وهذا ما كان، كما أنَّ الثورة بقيت مستمرة حتى بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939، حيث استشعر البريطانيون قدوم الحرب، وأرادوا تصفية التمرد في فلسطين، فقاموا بعملية تمشيط واسعة للقرى والمدن الفلسطينية، وأعادوا احتلال أغلب الأماكن المحررة، كما فقدت الثورة معظم قادتها، لتتوقف في أيلول/سبتمبر عام 1939.

9

قامت الدولة العبرية على عصابات صهيونية إجرامية

أسس الصهاينة في فلسطين مجموعة من العصابات المسلَّحة، التي اتبعت تنظيم عصابات الشوارع، وكان السلاح يأتي إليهم بعلم الإنجليز، أو بدون علمهم، ليلاً ونهاراً، وقد نفذت هذه العصابات جرائماً شنيعة، أكثرها قسوة في حرب عام 1948.

عصابة هاجاناه (Haganah)

تعتبر من أولى العصابات الصهيونية المسلحة، كما تعتبر الذارع العسكرية للمنظمة الصهيونية العالمية، تمَّ تأسيسها عام 1921، كبديل عن منظمةٍ سابقة لا يتجاوز أفرادها بضع عشرات، حيث كان الهدف من المنظمة الأولى (هاشومير) هو الحماية بأدنى الحدود، لكن للهاجاناه أهداف عسكرية بحتة، كما تُعتبر الهاجاناه النواة الأساسية لجيش العدو الإسرائيلي الذي تشكل بعد النكبة، ومن أبرز رموزها البولندي اريل شارون مدير عملية اجتياح لبنان لاحقاً عام 1982، والأوكراني اسحق رابين مهندس السلام مع الأردن والسلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي.

عصابة إرجون

كانت الهاجاناه في سياستها العامة  أكثر اتفاقاً مع البريطانيين من بعض قادتها الراديكاليين، فقرر ابرهام تيهومي تشكيل فصيل عسكري مستقل عن الهاجاناه عام 1931، سماه إرجون (Irgun)، أو (المنظمة القومية العسكرية في إسرائيل)، فكانت عصابة إرجون أكثر جنوناً من الهاجاناه، خاصةً بعد أن تولى الصهيوني البيلاروسي مناحيم بيغين رئاستها عام 1942 (صانع السلام مع مصر في السبعينات)، كما أقدمت على العديد من العمليات العسكرية في مواجهة الإنجليز، وضربت لهم مصالحهم في فلسطين، فكانت أبرز عمليات إرجون تفجير فندق النبّي داود في القدس في الثاني والعشرين من تموز/ يوليو عام 1946، الذي أدى إلى سقوط أكثر من تسعين قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بينهم خمسة عشر يهودياً، وستة عشر بريطانياً، والباقي من الفلسطينيين.

تلاها تفجير السفارة البريطانية في روما، في التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عام 1947، لتكون ارجون بذلك، العَصَبَ الإسرائيلي الذي عجل في خروج الإنجليز من فلسطين، كما كان لأضرار الحرب العالمية الثانية دور كبير في التخلي عن المنطقة كلِّها، لصالح العصابات الصهيونية، التي أقامت دولتها العنصرية فور خروج الإنجليز.

عصابة شترن

أسسها ابرهام شترن عام 1940، بانشقاقه عن الهاجاناه أيضاَ، وسمَّاها المحاربون لأجل حرية اسرائيل، لكنها عرفت باسمه (شترن)، حيث اشتركت هذه العصابة مع إرجون بسياستها، التي تقضي بإخراج الإنجليز من فلسطين بالقوة، ربما خوفاً من عدم وفاء الإنجليز بوعودهم، قررت هذه العصابات استغلال فترة الحرب العالمية الثانية، والانهيارات العسكرية في أوروبا، لتنفذ سلسلة من العمليات ضد الإنجليز والعرب، ومن أعضائها البارزين البولندي اسحق شامير، الذي كان رئيس وزراء العدو عندما قصف الجيش العراقي الأراضي المحتلة، فترة حرب الخليج الثانية.

10

تفوقت العصابات الصهيونية على الجيوش العربية الفتية

لم يعد الإنجليز قادرين على الاستمرار باحتلال فلسطين، فلم تعد المملكة المتحدة كما كانت، بعد أن سقطت أغلب درر التاج (المستعمرات الإنجليزية)، وأجهزت الحرب العالمية الثانية على القدرة العسكرية الإنجليزية، إضافة إلى ضغط العصابات الصهيونية في الداخل الفلسطيني، فلجأت انجلترا إلى الأمم المتحدة، التي تبنت في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1947، قراراً يقضي بتقسم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، على أن تبقى القدس تحت الحماية الدولية.

لكن العرب رفضوا القرار، في قمة الجامعة العربية المنعقدة في بلودان السورية في الثامن من شهر حزيران عام 1946، وأعلنت الجامعة عن تشكيل جيش الإنقاذ العربي، إلا أنَّ الصهاينة قبلوا الحل، واستمروا بتنظيم العمليات الإرهابية التي استهدفت العرب، والبريطانيين، حتى أعلنت بريطانيا عن انسحابها من فلسطين في الرابع عشر من أيار عام 1948، ليتم الإعلان مباشرة عن قيام دولة (إسرائيل) بعد ساعات قليلة في الخامس عشر من الشهر نفسه، ويعتبر هذا اليوم تاريخ ذكرى النكبة الفلسطينية، وتاريخ بداية الحرب العربية مع (إسرائيل) الدولة، وليس العصابة.

الهزيمة الكبرى

تكوَّن جيش الإنقاذ العربي من سبعة أفواج بقيادة فوزي القاوقجي، انطلقت من عدة محاور على طول الحدود الفلسطينية مع دول الجوار، وبدأت معارك التحرير في ذات يوم إعلان قيام الاحتلال الاسرائيلي، حيث كانت المعارك تسير كما هو مأمول، إلى أنَ فرض مجلس الأمن الهدنة الأولى لمدة أربعة أسابيع، استمرت من يوم الحادي عشر من حزيران/يونيو، إلى العاشر من تموز/يوليو، ثمَّ استأنف العرب قتالهم مع العصابات الصهيونية، لكن بشروط مختلفة، حيث استغلت العصابات الصهيونية فترة الهدنة، لتعزز من قدراتها المالية والعسكرية، كما تم تزويد الجيش العربي بأسلحة فاسدة، وذخيرة غير صالحة للاستعمال العسكري.

بذلك تمكنت العصابات من تحقيق تقدم كبير منذ اليوم الأول لاستئناف القتال، وكانت المفاوضات قد بدأت في جزيرة رودوس مع نهاية ذلك العام، وانتهت بتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار، بين الدولة الحديثة والدول العربية المشاركة في القتال، وكان ذلك بين شباط/فبراير، وتموز/يوليو عام 1949، ليطوي التاريخ صفحة مظلمة، ويفتح أخرى أكثر ظلاماً.

ختاماً... كانت مرحلة عصيبة مرَّ فيها العالم العربي كله، وفلسطين خصوصاً، ما تزال الدول العربية تعاني من منعكساتها على الواقع السياسي والاجتماعي للعرب، حيث يعتبر بعض الباحثين، أنَّ وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي، هو المسؤول عن وجود الأنظمة الشمولية والفردية، فضلاً عن معاناة أهلنا في فلسطين المحتلة، جراء الاعتداءات المستمرة على حقوقهم، ومقدساتهم، وأرواحهم، ولم تتوقف معاناة الشعب الفلسطيني عند هذا الحد، فقد تلى ذلك نكسة عام 1967 وما تلاه من حروب ومذابح ارتكبتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

10 صور من الحياة في فلسطين قبل نشوء إسرائيل

قبل 6 أشهر، أطلق المتحف الفلسطيني مشروع “ألبوم العائلة” لاستكشاف الكنوز الفوتوغرافية التي يحتفظ بها الفلسطينيون في بيوتهم والذي يسعى من خلاله إلى توثيق صورة بصرية جمعية للتاريخ والثقافة والمجتمع الفلسطيني. فالصور العائلية ليست فقط طريقة لتوثيق اللحظات العائلية الثمينة، بل ذاكرة جماعية تصور أحداثاً وأماكن وأنماطاً اجتماعية، وتختزل أحداثاً سياسية ولحظات تاريخية هامة. نجح المتحف خلال الفترة الماضية في توثيق أكثر من 3500 صورة رقمية من خلال إجراء 85 مقابلة مع عائلات فلسطينية في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني قبل أن يكمل المشروع طريقه في قطاع غزة وفي الشتات، آملاً أن تشكل مجموعة الصور هذه مادة غنية للباحثين والمهتمين من خلال اتاحتها على الفضاء الإلكتروني خلال الفترة المقبلة. إليكم بعضاً منها.

افتتاح المعرض العربي الثاني، وكان معرضاً صناعياً في قاعة فندق بالاس. القدس، 1934. من ألبوم سعيد الحسيني© المتحف الفلسطيني.

صورة لعبد السلام البرقاوي من جنين (في الوسط)، مع مجموعة من الأولاد الذين كان يتبنى جزء من تعليمهم. ويٌروى أن عبد السلام البرقاوي كان من الشخصيات الناشطة سياسياً واجتماعياً، عُرف بدعمه للثورة الفلسطينة في سنوات العشرينات والثلاثينات ومقاومته لشراء الأراضي من قبل المنظمات الصهيونية، وأغتيل عام 1937. حيفا، 1920. من ألبوم وفا مرعي © المتحف الفلسطيني.

دخول الجيش البريطاني إلى القدس، باب الخليل، 1917. من ألبوم سعيد الحسيني© المتحف الفلسطيني.

طالبات مدرسة الشميدت. القدس، 1925-1929. من ألبوم جميل الحسيني © المتحف الفلسطيني.

يوسف عبد الفتاح غزال من نابلس وكان مجاهداً في جيش الجهاد المقدس مع عبد القادر الحسيني، حارب في معركة القسطل وأصيب. استقر لاحقاً في الكويت. المكان غير معروف، 1930-1939. من ألبوم نبيلة النابلسي© المتحف الفلسطيني.

الصورة السنوية لعائلة سبريدون صروف. يافا 1928. من ألبوم عبلة وألفرد طوباسي© المتحف الفلسطيني.

الحاج أمين الحسيني (إلى اليمين) مع أبناء أخواته أثناء خدمته في الجيش العثماني. المكان غير معروف، 1914-1917. من ألبوم سعيد الحسيني © المتحف الفلسطيني

وحدة مكافحة عصابة شتيرن الصهيونية، التابعة لقوات الانتداب البريطاني. 1945-1948. من ألبوم فطين جابر© المتحف الفلسطيني.

عائلة فايز خمّاش والذي كان يعمل ضابطاً في البوليس الفلسطيني. حيفا، 1935. من ألبوم عائلة ارشيد. © المتحف الفلسطيني.

مجموعة من الشخصيات السياسية المشاركة في الوفد العربي الفلسطيني الأول إلى بريطانيا منهم موسى كاظم الحسيني (الجالس إلى اليمين)، 1921. من ألبوم سعيد الحسيني © المتحف الفلسطيني.

****************************en****************

The History of Modern Palestine before the Occupation (1900-1948)

The roots of the Palestinian issue .. and the emergence of the Zionist occupation state, and the history of modern Palestine before its occupation

Palestine before the occupation

Palestine before the occupation

Palestine is still the main issue in the Middle East, where its developments are reflected on the neighboring countries and the Arab countries in general. We will try to follow the conflict between the Palestinians and the Arabs with the Zionist project before the establishment of the occupation state.

Since the collapse of the Mamluk state in front of the Turkish armies in the early sixteenth century, a new era has begun, not only for Arabs but for the whole world. The empires of the Arab East, which were under its rule, were replaced by the Ottoman Empire. It has also had great effects on the history of the world, but most importantly, the Middle East is considered one of the largest areas of international conflict since then. The Arabs did not congratulate the independence celebrations of the Turkish state until they came under French, English and Italian occupation. These, L. To extract the liver of the Levant and to establish the occupying state of Israel in occupied Palestine.

In this article, we will review the most important historical stages in the Palestinian cause, from the beginning of the twentieth century, until the establishment of the occupying state, through the Arab and international agreements in this period, as well as the Palestinian and Arab movements against the establishment of the State of Israel.

1

Palestine under Ottoman rule

The Ottomans took control of the Levant after the defeat of the Mamluks in the Battle of Marj Dabak in August 1516, dividing Palestine into five areas: Sanjak, Safad, Nablus, The Ottomans maintained the Islamic identity of Palestine on the grounds that the Ottoman Empire was the Islamic Caliphate State. Many of the features of Jerusalem and the facilities of the Al-Aqsa Mosque were restored during the reign of the Ottoman Empire. This remained true until the last years of the ninth century Ten, which witnessed the birth of the Zionist movement, by repudiation (The Jewish State), to the Austrian Jewish journalist Theodor Herzl, the first Zionist Congress was held in Basel, Switzerland, in the last three days of August 1897.

The new century and the birth of Zionism

After Zionism held its first conference, the Zionists announced the establishment of the (World Zionist Organization), as they openly declared their goal of establishing (a national homeland for the Jews in the land of Palestine), through several steps, most notably:

Encourage Jewish immigration to Palestine.

And the establishment of the Jewish Agency that will sponsor this transition.

The new century began with Zionist attempts to obtain international support for the establishment of the Promised Land in the Promised Land, where Herzl conducted extensive contacts with several international parties, the most important of which was the Ottoman Sultan Abdul Hamid II, but the Sultan's response came decisive in 1901. "I can not give up About one inch of the land of Palestine ... ", and Herzl died in 1904, before seeing the results of his work, but Zionism did not die then, but continued to strive to reach Palestine, especially since Sultan Abdel Hamid imposed many restrictions on the migration of Jews to Palestine, and the sale and purchase

2

World War I ended with the division of the Levant

The laws of Abdelhamid II regarding limiting the arrival of Jews to Palestine remained in force. Some scholars doubt the sincerity of his intentions. Jordanian researcher Fadwa Nusairat published the book "The Role of Sultan Abdul Hamid II in Ottoman Facilitation of Zionist Control of Palestine" (1876-1909) The Sultan, but it is hard to say that immigration control laws continued to be overthrown by the Turkish Union and Progress Party of 1909.

Still, some analysts consider that there is a link between the Union and the Progressive Movement and the Zionist movement, especially that the promotion did not destroy the Sultan's regime; it was the allegiance of Sultan Muhammad - the brother of Sultan Abdul Hamid - and continued the Ottoman Empire (the sick man) until the outbreak of World War I in 1914, The British and the French by counting the property of the Ottoman Empire, including Palestine, where the English troops arrived in Rafah, and expelled the Turkish soldiers in 1917, to bring Palestine from the Ottoman occupation to the English occupation.

The Ottoman Empire ended the era of the Turkish father Kemal Ataturk, where the arrival of Ataturk to the rule of Turkey, the end of the link between Arabs and Turks, whether religious or other, modern Turkey is very different from the Sultanate, which considered Arabs an important part of its power, Are on the agenda of modern Turkey.

3

Sykes Pico and the Balfour Declaration

The Arabs participated in the First World War in order to obtain their independence. The Ottoman Empire had also continued its oppression, especially during the reign of Gamal Pasha, the murderer of Damascus, who was preoccupied with killing. Even the Syrians and the Lebanese still celebrate the Martyrs' Day. In commemoration of the fighters executed by the thief in the public squares.

As for the Great Arab Revolt, it was led by Sharif Hussein, the captain of Hegaz, along with his son Faisal, where they managed to mobilize the people of the Levant and the Hijaz to stand by the Allies in their war with the Turks in exchange for the independence of the Arab countries. , And the Levant after the defeat of 1918. But Communist Russia betrayed the secret of the Allies in 1917, when it revealed the secret of the Sykes-Picot Agreement, a French-English treaty signed in May 1916, Sham and Iraq, between France and Britain, coupled with the Balfour Declaration, presented by the Minister of Foreign Affairs Yeh Albraita(Arthur Balfour) to the Jews on November 2, 1917, supporting the establishment of their racist state in Palestine. The British and the French tried to anesthetize the Arabs after they discovered these agreements, until the end of the war. 4. The Conference of Reconciliation, Versailles Conference In 1919, after the end of the First World War, the Allies sat at the dialogue table to share the legacy of the Ottomans and the harvest of the war, known as the Versailles Conciliation Conference of France in 1919, June of the same year, Prince Fis was He also sent a memorandum to the conference explaining the right of the Arabs to self-determination, as well as the preservation of Syria's unity (including Syria, Lebanon and Palestine with the east of the Jordan River), as stated by Dr. Hassan Halaq in his book (Palestine in international and Arab conferences): "... Palestine, the vast majority of the Arab and Jewish population is ethnically linked to the Arabs, and there is no difference between the two peoples in the creation and the benefits. We Jews, in principle, are one people. The Arabs can not take responsibility for maintaining a balance in the event of a collision between the different "The Arab opposition was clear regarding the division of Syria and the establishment of the Jewish state in Palestine. It was clear in the streets, in all political movements, in addition to official letters, but the royal government in the region, England, had decided with the Allies the fate of this region in advance, and all I tried to do in this period, is to tame the feelings of the Arabs, and to gain time until the Jews to establish their state, and among the attempts to procrastinate, was the King - The Arabs rejected the Zionist project (Joined the First World War in 1917) Committee to meet the demands of the Arab peoples, named the King-Crane Commission relative to its members Monday, and arrived in the Levant in June 1919, remained roaming the cities of Syria and Palestine about The report also pointed out that "72% of the petitions filed by the Syrian region confirm the hostility with the Zionist movement and categorically reject the possibility of establishing a homeland." National of the Jews on the land of Palestine " Najliz in the Syrian region confirmed that the national homeland that Zionism dreamed of can not be established except by force of arms, so the idea should be put aside (note as mentioned by Hassan al-Hakim in his book pages from the history of modern Syria), and recommended the establishment of restrictions on the immigration of Jews, That the number did not exceed fifty thousand, compared to 650 thousand Arabs in Palestine.6 The British proved their fulfillment of their promises to the JewsThe Arab efforts to independence continued through several letters to the governments of the allies, as well as the Syrian and Palestinian conferences, all of which emphasized the unity of the region, , But society d The Arab project did not have enough wisdom and organization to deal with the great calamities, especially after the Ottoman rule for four centuries, but it did not stop at the calls and the distress, as tensions began to increase among the Arabs And Jews in Palestine in the early 1920s, including the events of Jaffa in May of the same year, which resulted in the deaths of dozens of Arabs and Jews, and the Jews tried in the subsequent period to attract Arabs to their ranks, where Dr. Emil Luka writes in his book Palestinian conflict) on the treatment of Jews with the events of Jaffa: "In this Once again, the Zionist leadership accused the English security forces of the work and promoted the myth of the Arab Afandis who incite the Arab destitute over the Jews because of the loss of their privileges and pretended that the issue is no more than the issue of the Zionist custodian who wants to build the country, Which insists on the survival of the country swamps. " But this did not work, and the British also tried to reassure the Arabs, and the Palestinian and Syrian delegations, but the latter used to invoke the countries back and forth to demand rights based on the promises of the Allies before the war. However, all these efforts ended with the British Mandate officially declaring Palestine in 1922. In accordance with the Mandate Act of July 1922, the League of Nations decided to place Palestine under the British Mandate. It issued a twenty-seven article confirming Britain's commitment to "establish a national homeland for the Jewish people in Palestine, To understand clearly not to perform To the detriment of the religious and temporal rights enjoyed by the non-Jewish groups now in Palestine. "Thus Britain stripped Arabs of their rights in Palestine, considered them guests of the racist occupation state, and the Jews began to prepare for a future bloody phase, Arab history is dark.7 The Al-Buraq revolution was triggered by the Jewish attacks on the Buraqasad Wall. The relative calm between Arabs and Jews between 1925 and 1928 was mainly due to the economic crisis in Europe, which eased Jewish immigration to Palestine. With alexa And the religious conflict began to unfold, until bloody clashes broke out between Arabs and Jews against the backdrop of Jewish claims and attacks on the Al-Buraq Al-Sharif Wall, which they called the Wailing Wall, and claimed that it was a remnant. HeckSuleiman al-Muqaddam, the clashes led to casualties on both sides, but the Mandatory government sided with the Jews and arrested the Palestinian youths. Three of them were executed the following year: Muhammad Khalil Jamjoom, Fuad Hijazi and Atta al-Zeer. The only reason, but the increasing pressure of Jewish immigration to Palestine, in addition to the expansion of Jewish property in the territories and homes, led to congestion in the Palestinian Arab street, resulting in the revolution of the mentioned Buraq.8 The world was burning in the mid-thirties of the twentieth century for the arrival of Adolf Hitler Ruling Germany, explaining the situation In addition to the outbreak of the Spanish Civil War, the occupation of Ethiopia by Fascist Italy, and the emergence of the seeds of the Second World War, all these events were between 1933 and 1936. Syria also witnessed large protests, Palestine was under the pressure of Jewish immigration, and the transfer of feudal property to the Jews, which led to the displacement of the Palestinian peasants (the Marbians), and their expulsion from their lands, and increased unemployment as a result of all this tension, and fled the labor organizations and socialism from the scene. Izz al-Din a In 1838, he began to launch armed operations against the British until they were able to reach him in his hiding place in Jenin. There were violent clashes between them and ended with the martyrdom of the Qassam Brigades and some of his comrades. The revolution of 1936, even called the Qassam revolution, or the Great Palestinian Revolution. The most prominent events of the Great Palestinian RevolutionThe leadership of the revolution Sheikh Farhan al-Sa'di, succeeding Sheikh Izz al-Din al-Qassam, and the Great Palestinian revolution began on April 15, 1936, the assassination of two Jews On the Nablus-Tulkarm road, and then broke out And the people stopped paying taxes. This revolution lasted until October 12 of the same year, but it was a temporary halt, awaiting the outcome of the negotiations being conducted by the Higher Arab Committee Under the leadership of the Mufti of Jerusalem, Sheikh Amin al-Husseini. The revolution was resumed in September 1937, after all political efforts to stop Jewish emigration failed, and the decision to divide Palestine into two states, Arab and Jewish, came back to the expectations of the British and Jews. Strongly, and extended to wider areas, k Which has become centers outside the borders of Palestine for the organization and assistance, so that the British began to hunt down all wearing the headband and kaffiyeh (the dress of the Palestinian farmer), because of the assassinations carried out by the Casamians within the cities, but the Revolution Council issued a directive to the Palestinian people, The revolution continued until the beginning of World War II in 1939, when the British sensed the coming of the war and wanted to liquidate the rebellion in Palestine. They conducted a sweeping sweep of the Palestinian villages and cities, reoccupied most of the liberated places, and lost Th Most of its leaders, to stop in September 1939.9 The Hebrew State of the Zionist criminal gangs founded the Zionists in Palestine a group of armed gangs, which followed the organization of street gangs, and the weapon came to them with the knowledge of the English, or without their knowledge, day and night, The Haganah gang was one of the first armed Zionist gangs. It was also the military arm of the World Zionist Organization. It was founded in 1921, as an alternative to a former organization with a few dozen members. The first (Hashomer) is h The Haganah is the main nucleus of the Israeli enemy army that formed after the Nakba. Among its most prominent figures were Polish Prime Minister Ariel Sharon, the director of the subsequent invasion of Lebanon in 1982, and Yitzhak Rabin, the architect of peace with Jordan and the Palestinian Authority in the 1990s. In 1927, Irgun Tihomi decided to form a military faction independent of the Haganah in 1931, called Irgun or the National Military Organization of Israel. The Irgun Gang was more c. After the Zionist-Zionist Menachem Begin took over the presidency in 1942 (peacemaker with Egypt in the seventies), and carried out many military operations against the British, and hit them their interests in Palestine, was the most prominent operations Arjun bombing of the Prophet David Hotel Jerusalem, July 22, 1946, which resulted in the deaths of more than ninety people, mostly civilians, including fifteen Jews and sixteen British, and the rest of the Palestinians. The bombing of the British Embassy in Rome, on the twenty-ninth of December / December 1947, to be Arjun so, p And the damage of the Second World War played a major role in the abandonment of the entire region in favor of the Zionist gangs that established their racist state immediately after the British left. The Stern Gang founded it in 1960 by splitting it from the Haganah as well, For the freedom of Israel, but known by his name (Stern), where this gang joined with Irgun policy, which requires the removal of the British from Palestine by force, perhaps for fear of failure to meet the British promises, these gangs exploited the period of World War II, and military collapses in Europe, It carries out a series of operations against the English and Arabs, and membersThe Polish prime minister Yitzhak Shamir, who was the prime minister of the enemy when the Iraqi army bombed the occupied territories, the period of the second Gulf War 10. The Zionist gangs overtook the Arab armies. The English were able to continue to occupy Palestine. The United Kingdom was no longer the same, (English colonies), and equipped the Second World War on the ability of the English military, in addition to the pressure of Zionist gangs inside the Palestinian, England resorted to the United Nations, which adopted on 29 November 1947, a decision to divide The Arabs rejected the decision at the summit of the Arab League held in Syrian Bloudan on June 8, 1946, and the League announced the formation of the Arab Salvation Army, but the Zionists accepted the solution, And continued to organize the terrorist operations that targeted the Arabs and the British until Britain announced its withdrawal from Palestine on May 14, 1948. The announcement of the establishment of the State of Israel a few hours later on the fifteenth of the same month, Palestinian conflict, and the date of the beginning of the war The Arab Salvation Army, consisting of seven regiments led by Fawzi al-Qaouqji, was launched from several axes along the Palestinian border with the neighboring countries. The liberation battles began on the day when the Israeli occupation was declared. It is hoped that until the Security Council imposed the first truce for four weeks, from June 11 to July 10, the Arabs resumed their fight with the Zionist gangs, but on different terms. The Zionist gangs exploited the truce period, To enhance its financial and military capabilities, The Arab army was also equipped with corrupt weapons and ammunition that was not suitable for military use. The gangs were able to make significant progress since the first day of the resumption of the fighting. Negotiations began on Rhodes Island at the end of that year and ended with the signing of ceasefire agreements between the modern state and the states. The Arab participation in the fighting was between February and July 1949, to turn history into a dark page, and to open a darker one. Finally, it was a difficult period in which the whole Arab world, and Palestine in particular, Reflecting on the political and social reality of the Arabs, Some of the researchers consider that the existence of the Israeli occupying state is responsible for the existence of totalitarian and individual regimes, as well as the suffering of our people in occupied Palestine, as a result of the continuous attacks on their rights, sanctities and lives. 1967 and the subsequent wars and massacres committed by Israel against the Palestinian people. 10 Photographs of Life in Palestine Before the birth of Israel 6 months ago, the Palestinian Museum launched the "Family Album" project to explore the photographic treasures held by Palestinians in their homes, G Aya for Palestinian history, culture and society. Family photographs are not only a way of documenting precious family moments, but rather a collective memory of events, places and social patterns, reducing political events and important historical moments. In the past, the museum has documented more than 3,500 digital photographs by conducting 85 interviews with Palestinian families in West Bank, Jerusalem and Palestinian towns and villages before completing the project in the Gaza Strip and in the diaspora, hoping that this photo collection is a rich material for researchers and interested During its availability on cyberspace during the coming period. The opening of the second Arab exhibition was an industrial exhibition in the Palace Hotel's hall. Jerusalem, 1934. From the album of Said al-Husseini © The Palestinian Museum: Life in Palestine Before the Creation of Israel - 1 photo of Abdel Salam al-Barqawi from Jenin (center) with a group of children who adopted part of their education. He is known to have supported the Palestinian revolution in the 1920s and 1930s and his resistance to the purchase of land by Zionist organizations. He was assassinated in 1937. Haifa, 1920. From the album of Wafa Mari © The Palestinian Museum: Life in Palestine Before the Creation of Israel 9 British Army entry into Jerusalem, Bab al-Khalil, 1917. From the album of Said al-Husseini © The Palestinian Museum. Life in Palestine before the birth of Israel. Jerusalem, 1925-1929. From the album of Jamil al-Husseini © The Palestinian Museum - Life in Palestine Before the Creation of Israel - 7 Youssef Abdel Fattah Ghazal from Nablus He was a mujahideen in the Holy Jihad Army with Abdul Qadir al-Husseini, fought in the Battle of Qastal and was wounded. He later settled in Kuwait. The place is unknown, 1930-1939. From the album of Nabila al-Nabulsi © The Palestinian Museum - Life in Palestine before the birth of Israel - 6 The annual photo of the family of Spridon Sarouf. Jaffa, 1928. From album Abla and Alfred Tubasi © The Palestinian Museum: Life in Palestine before the birth of Israel 3 - Haj Amin al-Husseini (right) with his nephews during his service in the Ottoman army. The place is unknown, 1914-1917. From the album of Said al-Husseini © The Palestinian Museum of Life in Palestine before the emergence of Israel - 5 unit against the Zionist Stern Gang, belonging to the British Mandate. 1945-1948. From the album Fatin Jabir © The Palestinian Museum. Life in Palestine before the emergence of Israel - 8 Fayez Khammash family, who was an officer in the Palestinian police. Haifa, 1935. From the album Ershid family. © The Palestinian Museum - Life in Palestine before the emergence of Israel - 10 groups of political figures participating in the Palestinian Arab delegationThe first to Britain, including Musa Kazem al-Husseini (sitting to the right), 1921. From the album of Said al-Husseini © The Palestinian Museum.