مقالة سابقة للبي بي سي (المال القطري بشتري الاعلام)
انشغلت الصحف البريطانية الصادرة صباح الاربعاء بقضايا أوروبية. لكن القضايا العربية والشرق أوسطية كان لها بعض الحظ من الاهتمام.
صحيفة الديلى تليغراف خصصت تقريرا عن مدينة التعليم في قطر وعنونته بـ "بزوغ عصر ذهبي جديد تحت شمس الصحراء".
ويتساءل انجانا أهوجا كاتب المقال : تبدو مدينة التعليم كصرح تكنولوجي فائق التجهيز، فهل يمكنها ان بالفعل ان تحقق الآمال المعقودة عليها.
ويقول أهوجا إن مدينة التعليم، الواقعة على مشارف الدوحة، ما زالت في مراحلها الاولى، ولكنها تمثل محاولات قطر ان ترسم صورة لنفسها وتحول صورتها من دولة تعتمد في ثرائها على ثروتها النفطية إلى صرح للعلوم.
سخاء قطر
ويقول اهوجا إن جامعات شهيرة مثل يونيفرسيتي كوليج لندن وكارنجي ميلون الامريكية افتتحتا فروعا في مدينة التعليم وسط المباني بالغة الارتفاع. وافتتحت شركات شيل وتوتال مراكز للابحاث هناك ، كما افتتحت شركة فيرجين هيلث بانك بنكا للدم المستخلص من المشيمة بعد الولادة. علاوة على هذا يوجد مجمع لشركات التكنولوجيا والبرمجيات.
ويضيف اهوجا أن مؤسسة قطر، وهي مؤسسة لا تهدف للربحية أسستها زوجة امير قطر، تسعى إلى أن تكون جوهرة للابداع الفكري في الخليج والعالم بأسره.
ويقول اهوجا إنه في وقت تغلق فيه الدول العربية المشاريع العلمية أو تحد من نشاطها وميزانيتها، تبدو مدينة التعليم في قطر نموذجا للنهضة العلمية في العالم الاسلامي، تدفعه الرغبة لايجاد خطة بديلة بعد نضوب النفط.
ويقول أهوجا إنه بعد ان عقدت مدينة التعليم اول مؤتمراتها العلمية في ربيع هذا العام، الذي اقيم في مبنى زجاجي تبلغ مساحته مساحة مطار ضخم، السؤال الذي يطرح نفسه الان هو: هل سيؤدي هذا الانفاق السخي إلى عصر جديد من ازدهار العلوم في العالم الاسلامي؟
ويوجه أهوجا هذا السؤال للبروفيسور لويلين سميث الذي يقول إن بدء الاهتمام بالعلوم في المنطقة "مثير للاعجاب. ولكن الوقت وحده هو الذي سيحدد مدى نجاح المؤسسات العلمية في الخليج، التي يعمل بها خليجيون درسوا بالخارج او اجانب، كما أن الوقت هو الذي سيرينا مدى نجاح خلق ورعاية مواهب علمية محلية في دول لا يوجد بها تاريخ علمي حديث".
ويصف البروفسور كيرك سميث، وهو من جامعة كاليفورينا في مدينة بركلي، الذي زار مدينة العلوم للمشاركة في مؤتمر عن المواد المسببة للتلوث البيئي، محاولات خلق مجتمع علمي في دول الخليج بأنها "تجارب مثيرة للاهتمام: يوجد تمويل لا حدود له والتزام بالمشروع، ولكن هل يكفي هذا لان تصل قطر لما تريده بحلول عام 2030 كما تقول؟ كم اود ان اعود لارى النتيجة".
ويقول اهوجا إنه بعد التحدث إلى الكثير من المشاركين في المؤتمر، فإنه خلص إلى انهم ينظرون إلى قطر على أنها قفص ذهبي، حيث يرون إنها تفتقر الى ما يمكن عمله كما ان بها الكثير مما يرونه عقبات ومعوقات مثل منع المثلية الجنسية والخمور.
ولكن العديد من المسؤولين القطريين في المؤسسة يرون أن قطر توفر للعلماء والباحثين الذين يشعرون بالاحباط جراء عدم تقديم الدعم المالي الكافي لابحاثهم فرصة فريدة: نشر الاوراق العلمية أمر جميل، ولكن المسؤولين القطريين يقولون إن التقدم العلمي والتكنولوجي يحتاج للتجريب والتنفيذ والتعديل، وهو ما يحتاج اموالا طائلة قد لا تتوفر في الكثير من المؤسسات العلمية، وهذا ما توفره قطر بسخاء.
مقال سابق
رئيس الفيفا ينصح المثليين بعدم ممارسة الجنس في مونديال قطر
لندن: أثار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر زوبعة أخرى بعد دعوته مشجعي اللعبة الجميلة من المثليين إلى "الامتناع عن ممارسة الجنس" خلال بطولة كأس العالم التي فازت قطر باستضافتها في عام 2022.
وكان بلاتير يتحدث في جوهانسبرغ الاثنين الماضي خلال إطلاق مشروع لاستثمار تركة مونديال 2010 الذي استضافته جنوب إفريقيا. وتأتي الزوبعة الجديدة التي أثارتها تصريحات بلاتر بشأن المشجعين المثليين بعد موجة الانتقادات التي أعقبت اختيار قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم في عام 2022.
وقال منتقدون انه إلى جانب درجات الحرارة التي تبلغ ذروتها في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو في هذه المنطقة من العالم فان مشاكل أخرى يمكن أن تنشأ في قطر مشيرين إلى منع الكحول في الأماكن العامة وغياب الحانات والملاهي الليلية عمليا فضلا عن منع المثلية بوصفها ممارسة محرمة.
وحين سُئل رئيس فيفا عن هذه القضايا أجاب بلاتر من باب المزاح انه يقترح على المثليين "أن يمتنعوا عن أي نشاطات جنسية". وأضاف بلهجة جدية "إننا بكل تأكيد نعيش في عالم من الحرية وأنا واثق من انه حين يُقام كأس العالم في قطر عام 2022، لن تكون هناك مشاكل".
وأوضح بلاتر أن "في الشرق الأوسط ثقافة أخرى لأنها منطقة مختلفة ولكن في كرة القدم ليس لدينا حدود، بل نفتح كل شيء للجميع وأعتقد بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضد أي إنسان سواء أكان من هذا الجانب أو ذاك، من اليسار أو اليمين، أو سوى ذلك".
وقال يوريس لافريكوفز، مدير العلاقات لفروع اتحاد المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسياً، إن تعليقات بلاتر "غير موفقة وجعلت الناس يشعرون بإهانة عميقة". وأضاف: "أظن أن عليهم إصدار بيان قوي اللهجة وليس فقط غسل ما قيل والاختباء خلفه ببعض التعليقات التبييضية". ولفت لافريكوفز الى "أننا نتحدث عن انتهاك لأساس حقوق الإنسان". وقال لافريكوفز: "ليس هذا مزاحاً، انها مسألة حياة أو موت".
واضاف: "ما زالت قطر وأكثر من 70 دولة أخرى في العالم تجرّم الافراد ذوي العلاقات المثلية، حتى أن بعض الدول تعاقبهم بالإعدام". واستغرب كيف لمنظمة رياضية "تروج للعبة شعارها عدم التمييز من أي نوع كان، أن تخرج بتعليقات مماثلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق